أديس أبابا هدفها استعادة ثقة الشعب الإثيوبى التى اهتزت بسبب الحرب الأهلية وتردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ولن تستفيد من هذه الكهرباء المحدودة للغاية لعدم وجود شبكات لنقل الكهرباء.
كتب - د.خالد محسن
مجددا حذرالدكتورعباس شراقي الخبيرالدولي وأستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة وأحد أهم العلماء والباحثين المتابعين لملف سد النهضة من الآثاروالتداعيات السلبية لتشغيل أديس أبابا لأول توربينين وبدء إنتاج الكهرباء علي المستوين الفني والسياسي بصورة منفردة،ودون إستتئناف للمفاوضات وسط صمت الاتحاد الإفريقي والتأخر في تحريك المياه الراكدة وعودة المباحثات بين الدول الثلاث.
وطبقا لما أعلنت بعض المصادروالمواقع تستعد أثيوبيا اليوم السبت فى تجهيز التوبينين لتشغيلهما غدا الأحد 20 فبراير 2022، أو خلال الأيام القادمة وهذا يؤكدعدم تشغيلهما من قبل.
وأشارد. شراقي أنه عند وضع حجر الأساس لسد النهضة 2 ابريل 2011 تم تحديد المرحلة الأولى منه بتشغيل أول توربينين على مستوى منخفض 560 متر بعد 44 شهر (نهاية 2014)،ولكن حتي اليوم لم تبدأ التشغيل لاعتبارات فنية ومن قبلها سياسية ،وتستهدف قدرة التوربين إنتاج 375 ميجاوات لكل منهما فى حالة الكفاءة الكاملة ولكن نظراً لمحدودية التخزين حالياً فإن الكفاءة سوف تكون أقل من 50%.
وأوضح أن التشغيل فى حد ذاته ليس له أضرارعلى مصر أو السودان، كما أنه محدود الفائدة على إثيوبيا، التشغيل بدون اتفاق له نتائج فنية وأخرى سياسية عرض لها علي النحو التالي:
أولا- النتائج الفنية:
– التشغيل معناه فتح بوابات وإمرارمياه لدوران التوربينين ثم تجرى هذه المياه فى مجرى النيل الأزرق إلى السودان ومصر، وتقدر كمية هذه المياه بحوالى 25 – 50 مليون م3/يوم، وهذا بالتأكيد فى صالح مصر والسودان حيث يتم تصريف متوسط حوالى مليارم3 شهرياً من المخزون الحالى الذى يمكن استغلال 4 مليار م3 فقط والباقى تخزين ميت لن يمر من السد لأن مستواه تحت فتحات التوربينات، ورغم ذلك فهذه الخطوة مرفوضة بشدة من مصر والسودان.
– التشغيل سوف يؤدى إلى تجفيف الممرالأوسط وبالتالى يصبح جاهزا لمزيد من وضع الخرسانة استعداداً لتخزين ثالث يتوقف على مدى الزيادة فى ارتفاع السد، والشواهد الحالية تشير إلى عدم وجود تخزين أو على الأكثر سوف يكون محدوداً.
ثانيا- النتائج السياسية:
– زيادة التوتر بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى.
– رغم أن التشغيل فى صالح مصر والسودان إلا أن الشارع المصرى لن يقبل هذه الخطوة لاتباع إثيوبيا سياسة الأمر الواقع، واستمرارها فى انتهاك الاتفاقيات السابقة والأعراف الدولية واعلان مبادئ سد النهضة 2015 حيث التخزين والتشغيل بدون توافق كما ينص البند الخامس من الاعلان “التعاون فى الملء الأول وإدارة السد”.
– التشغيل بأى كمية كهرباء يصب فى صالح الحكومة الاثيوبية لاستعادة ثقة الشعب الإثيوبى التى اهتزت خلال العام الماضى بسبب الحرب الأهلية ضد التيجراى وتردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية، لن يستفيد الشعب الاثيوبى من هذه الكهرباء للكمية المحدودة للغاية وعدم وجود شبكات لنقل الكهرباء.