بقلم ✍️ الإعلامية سارة حماد
( الأكاديمية العربية للإعلام )
جهاز صغير بحجم كف اليد باقة نت بسعر مقبول كفيلة بأن تجعل منك نجما صاحب سطوة وشعبية وتأثير… ليس عليك لأنك موهوب أو لديك رسالة يكفيك أن تكن بهلوانا ، لا تتمتع حتى بالحد الأدنى من التهذيب لتقدم محتوي تافها أو قبيحا ولكن ملفتا مثيرا لللغثيان ومثيرا للإستخفاف !.
والأمر إذا كان “البطل” فتاة بات أسهل بكثير …عليكى فقط أن تكونى بلا اخلاق أو مباديء وياريت بلا ملابس لائقة سيصبح الأمر أفضل كثيرا.. وسيكون لكى مريدين ومؤيدين كثر بعشرات المرات !
وعندما يتهمك أحد يا صانع المحتوى الكارثي بالفراغ فقط أخبره أنك تعمل بمهنة عصرية مؤثرة مربحة وأنك أو أنك بكسر الكاف “بلوجرز أد الدنيا ” فبطريقة التخلي حتى عن الكرامة الإنسانية مرورا بالتخلي عن القيم والمبادئ والدين يمكنك بغمضة عين وباقة رخيصة وجهاز بحجم الكف أن تصبح نجما بازغا في سماء العالم، وكلما انحدرت كلما تبعك الكثيرون ،وكلما اغتنيت قد تصبح نجما لعمل فنى لم يستطع الانضمام له الدارسون والموهوبون ..
وقد يطرب صوتك القبيح الذي يردد كلمات ولا أقبح وتملأ العالم من حولك بالأشياء المقززة ويصبح قبحك هو عين الجمال وهراءك هو الحق ..عابثا أنت ومريديك بكل شيئا ذا قيمة ..يحدث الأمر بمنتهى الأريحية وتحت سمع وبصر ولى الأمر الذى تغير الدولارات قناعته وصدق أخلاقه ،وتتبدل علي صخرة الواقع المرير!.
.هنا يجد دارس الطب والهندسة والإعلام والحقوق واللغات ومعاهد الفن الأكاديمية المتخصصة يجدوا أنفسهم “لاطمى الوجه” مبعثري الأماني متمزقي الأمل وهم يجوبون الدنيا شرقا وغربا من أجل حفنة ضئيلة من الأموال لسد الرمق ومواصلة الحياة مجرده من أية رفاهية ويقف ولى الأمر باهتا ولسان حاله يقول في ماذا أخطأت ؟!
ويتساءل الشباب المجتهد الدارس القارئ في ماذا أخطأت ؟! والاجابات تأتي متعثرة ومتلجلجة تارة مقنعة وتارة ضعيفة والأمر يزداد تعقيدا حتى بعدما انتبهت الدولة لبعض العناصر الخطرة بقيت عناصر التلوث والقبح والفساد هى الاكثر بريقا والاغنى بل والاكثر تأثيرا ..وتصوروا أنفسهم النموذج والمثال والسؤال الآن هل العيب في التكنولوجيا في البشر في المنظومة التربوية ؟!