» ✍
لاريب أن الطاقة السلبية تثقل الكاهل وتضاعف الهم والغم وتخنق الصدر ،وتعتصر الفؤاد..
ولا يختلف اثنان من المنصفين علي أن الطاقة السلبية آفة خطيرة ربما تدمر المجتمعات وجدانيا وتشعرهم بالاغتراب النفسي وهم في أحضان الوطن، وربما أيضا تغرس بذور اليأس والقنوط وتصدر الأحباط بين أهل المحروسة، رغم مايبدو في الأفق من مشروعات وطموحات وإنجازات حقيقية لكن حصادها لم يأت بعد، ويوما ما ستمس قلوب وجيوب الناس ،فلا يأس مع حياة إيجابية ومنتجة !.
وما زلت مقتنعا بأن حصاد التنمية الحقيقية والمستدامة هي ما يلقاه الناس من تغيير فعلي وتحسن ملموس في حياتهم ومردود أعمالهم ، وطبيعة الخدمات المقدمة إليهم ، واعتقد أن المسؤولية تشاركية بامتياز حكومة وشعبا لتحقيق هذا الهدف الأسمي.
أتصور أن غرس ثقافة الإيجابية وقيم المشاركة الفعالة ،أحد أهم السبل لنزع فتيل اليأس والتخلص التدريجي من هذا الطاقة الهدامة!.
وفي تقديري أن أهم المحطات المهمة للتخلص من الطاقة السلبية والقضاء المبرم علي الوهن والكسل و التوتر والضيق،هو زيادة الجرعة الإيمانية والتسليم بأقدار الله وقبول متغيرات الحياة والتعايش الإيجابي معها.
وأيضا النظر لنصف الكوب المملوء وعدم التركيز علي الجوانب السلبية في الحياة وتجنب الشكوي للآخرين أو الاستماع للأشخاص السلبيين محترفي صناعة اليأس!.
هذا علاوة علي قبول المسؤوليات بصدر رحب والقيام بعمل نافع وترك بصمة في حياة الأسرة والمجتمع ومحيط العمل
والمشاركة في الأعمال الخيرية والاجتماعية.
هذا مع الالتزام بلغة الثقة والكلم الطيب ،وبث روح التفاؤل والابتسام في كل الأحوال،وأيضا ممارسة الهوايات والرياضة البدنية والفكرية ،والتأمل والتدبر في الكون وجماله وبديع صنعه.. وإشاراته الكونيه ودروس ورسائل الجوائح والنكبات!.
وفي زمن الرحيل القيمي والاعوجاج الأخلاقي وانفلات إعلام العصر الرقمي.. فكلّ شئ من حولنا يرحل ويغيب ويتغير ويرتدي ثياب النفعية،إلا الخير يظلّ مغروسا في النفوس ،فهنيئا لمن يزرع الحب والخير في كلّ طريق.. وهنيئا لمن أهدى العابرين في حياته عبقا وأريجا وعطرا من شذاه، فالصالح يترك أثرا صالحا والطالح بما فيه ينضح !!.
ومن بستان النبي صلى الله عليه وسلم نقطف قوله «يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا» “رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي”.
وصدق الله العظيم:
(فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) الشرح ٥
وقال عز وجل( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).الحج٧٧.
وتبقي الدنيا بخيرها وشرها دار ابتلاء..
فكن إيجابيا ، ولا تُطل الحزن والإحباط والقنوط وانهض من جديد ، فهناك من يستمد منك الحياة والأمل.