قالت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، أن ضعف مستوى التعليم الثانوى والجامعى بين سكان الريف المصرى خاصةً فى قرى الصعيد ومطروح، أدى لخفض نسب الوعي ولشيوع بعض المعتقدات الخاطئة التي تعطل مسيرة التنمية، وتعرقل تحسين مؤشرات التعليم والصحة والعمل.
أضافت الوزيرة أن من هذه المعتقدات التي تسعى الدولة حثيثاً للسيطرة عليها مظاهر العنف ضد الفتيات والنساء والتي تتمثل في ختان الإناث، والزواج المبكر، والزواج غير المتكافئ بشكل يقرب للإتجار بالبشر، وكبر حجم الأسرة، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التعاطي والإدمان، والنظرة السلبية لذوي الإعاقة، وشيوع العادات الاستهلاكية بصفة خاصة في الزواج، وضرورة ترشيد الموارد، وغيرها من المعتقدات التي تسعى الوزارة إلى تصحيحها من خلال برنامج “وعي” للتنمية المجتمعية.
كما أشارت “القباج” إلى تحدي تغيٌّر الثقافة الريفية والقيم الاجتماعية، حيث خضعت منظومة القيم لتغيرات هامة؛ منها على سبيل المثال قيمة الأرض في حياة القرويين، وتراجع القيم القرابية، وخلخلة مكانة الأسر الممتدة والعائلة القروية، وأهمية العمل الجماعي والتماسك المجتمعي، والجور على الأراضي الزراعية ببنى عشوائية، وتلوث البيئة نتيجة انحسار المساحات الخضراء، وترك الزراعة والاشتغال بالتجارة وأعمال خدمية وتجارية هامشية، إلى جانب أعمال السمسرة والمضاربة.
كشفت وزيرة التضامن خلال افتتاحها لفعاليات المؤتمر السنوي الثالث والعشرون للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تحت عنوان “الريف المصري بين تراكمات الماضى وآفاق المستقبل”، عن تراجع الطابع الإنتاجي للقرية وشاعت أنماط استهلاكية عديدة؛ واعتمدت القرية على المدينة في سد كثير من احتياجاتها الأساسية، فيما غلبت قيم الكسب السهل والسريع على حساب العمل المنتج، وغلبت الفردية على حساب التماسك المجتمعي.