يعلق دكتور وليد هندي ،استشاري الصحة النفسية علي واقعة ضرب عريس لعروسته ليلة الزفاف علي مرأي ومسمع الجميع بأحد شوارع محافظة الإسماعيلية وذلك علي إثر مشادة كلامية بينهما تطورت لإغماء الفتاة وسقوطها علي الأرض ومع ذلك أتممت الزيجة ولم تتخذ أي موقف ؛قائلا إن تلك العروس قد تكون مصابة بعقدة “ستوكهولم” وهي متلازمة نفسية مؤداها أن الضحية دائما ما تتعاطف مع الجاني أو المعتدي عليها وتتوحد معه نفسيا بل أنها تحبه وتعمل علي استرضاؤه ؛موضحا أن الخطأ في حق النفس من أكبر الأخطاء الإنسانيه ،فالفتاة التي تتحمل الذل والمهانة والضرب والتنكيل من خطيبها قبل مرحلة الزواج بدافع الخوف من العنوسة والضغوط الاجتماعية وشعورها بالنبذ إذا أخذت قرار الانفصال رغم أن كل المؤشرات تبين استحالة العشرة مع هذا الشاب لكن قلقها من إلحاق صفات غير أخلاقية بها اذا تركت العريس ليلة الدخلة رغم إهانته وضربه لها هو السبب.
ويضيف هندي أن الوضع العائلي والخوف من الضغوط الأسرية يعد أحد العوامل التي تدفع العروس ايضا لإتمام الزيجة رغم كل المؤشرات السلبية ؛بمعني رضاها بنار الزوج العنيف الممتهن لكرامتها ولا جنة والديها اللذان تعاني معهما من مشكلات كثيرة كالتفرقة بين الأخوة والمشاجرات المستمرة ،والتفكك الأسري والعيش مع زوجة الأب أو زوج الأم.
في سياق متصل ،يلفت استشاري الصحة النفسية إلي أن نمط الشخصية للبنت التي تعاني من الاهتزاز أو تمتلك للشخصية المازوخية التي تتلذذ بتعذيب الذات ليست لديها مشكلة في العنف ضدها بل تستمتع بالضرب والإهانة، فضلا عن أن بعض السيدات ضعفاء الإرادة لسن لديهن القدرة علي إتخاذ القرار وتحمل تبعاته و إسدال الستار حتي وان كان يبدو أن للعرض بقية.
ويستنكر د.وليد مفهوم الحب الأعمي عند بعض الإناث ،ويصفه بالغير رشيد وغير المستنير ؛قائلا إن الحب الذي يجعل الإنسان تابعا مطلقا للآخر ومنساقا إليه مهما بدر منه أي فعل سيء هو ما يجعل الزوجة تنقاد من قبل زوجها تؤتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه مهما حقر من شأنها.
من ناحية آخري ،يشير إلي أن الوضع الاقتصادي للبنت واستدانة أهلها لتغطية تكاليف زواجها هو ما يجعلها تكمل الزيجة السيئة والا ستتعرض أسرتها للتشرد والمسائلة القانونية بسبب إيصالات الأمانة ولا طائل من هذا وهو هدف الزواج الذي حدثت الاستدانة من أجله.
ويحذر د.وليد هندي في نهاية حديثه من أمل الزوجة في إصلاح الرجل الذي يشبه واقعة عريس الإسماعيلية بعد الزواج فهي تمرر الحدت حتي لا تخسر جولة في سبيل كسب المعركة الحياتية الزوجية ،بالإضافة إلي تأكيدها المزيف لنفسها بأنه سيتغير سلوكه بعد الزواج اذا ابتلعت هذا الموقف ؛موجها نصيحته لها بأنه لا أحد يتغير.
ويضيف أن نمط التنشئة الاجتماعية يتدخل هنا في مثل هذه المواقف التي تربي الأنثى علي أن الزواج سترة ،وفي سبيل هذه السترة تتحمل أي شيء.
فلكي يعيش أي زوجين حياة سعيدة مستقرة لابد أن ينشأ الاحترام المتبادل بين طرفي العلاقة.