«البروسيلا» تهدد مستقبل أسرة فقيرة تعيش بمنزل متهالك فى قرية المنصورة بالداخلة
جدران المنزل متصدعة والحجرات مسقوفة بالجريد ومخلفات الأشجار
فاطمة .. رغم معاناتى الصحية تفوق نجلى اسعدني وزادنى تمسكا بالحياة
فاتورة الكهرباء ٢٥٠ جنيها شهريا .. استهلاك لمبات إضاءة ومروحتين وثلاجة
إسلام : تكلفة العلاج ١٥٠٠ شهريا وحالة والدته متأخرة طبيا
الابن يناشد “الزملّوط” ووزارة الصحة توفير الرعاية الصحية وسكن كريم لوالدته
الوادى الجديد _ عماد الجبالى
منذ اللحظات الأولى لقدوم مولودها الصغير وهى تفكر في مصير مستقبله الغير معلوم ، رغم سعادتها التى لا توصف كأم تستقبل طفلها الوحيد بعد تجربة قاسية مع الحياة الزوجية والمرض المزمن تحملت صدماتهما بمفردها ، وقد قررت أن تتخلى عن أحلامها الوردية ومباهج الدنيا التى ضاقت بها واستحكمت لتكرس زهرة شبابها لقرة عينيها تاركة خلفها شريط الأمس من ذكريات عالقة بين غياهب الماضي المتدلية فوق جبين وجهها الحزين طلبا للرزق الحلال من أجل حياة كريمة تعوض غياب الأب وتكفي متطلبات الرضيع ضحية الحرمان فى منزل متهالك وظروف معيشية صعبة.
كابوس مزعج ومواقف عصيبة تزداد صعوبة بمرور الوقت تطارد أحلامها البسيطة منذ ١٧ عاما من الهموم والأثقال اليومية التى تعجز عن حملها الجبال والنفس البشرية تصدت لها بمفردها فى شجاعة وإرادة تنبع من فيض الأمومة العذبة ، وحرصها على توفير سبل الرعاية والمناخ الأسري الملائم لتربية نجلها الوحيد على مبادئ وقيم مجتمع الواحات الأصيل ، إلا أن مرضها الشديد حال دون ذلك أمام تضحياتها المستمرة فى مواجهة تحديات الفقر وتفاقم أزمة توفير مستلزمات العلاج من البروسيلا.
” المساء” ترصد معاناة أسرة صغيرة مع المرض وتردى الأحوال المعيشية فى منزل مبنى من الطوب اللبن القديم ، وبه حجرات مسقوفة بجريد النخيل المهلهل دون مصدر رزق أو حيازة زراعية وذلك بقرية المنصورة التابعة لمركز ومدينة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد ، فى مأساة حقيقية تتجدد كل يوم وسط استغاثة متكررة تطالب أولى الأمر والجهات الخيرية توفير مستلزمات الحياة الآدمية من سكن كريم ورعاية طبية لسيدة تعانى من مرض “البروسيلا” المزمن ونجلها المتفوق من أوائل الشهادة الإعدادية بمركز الداخلة.
تقول فاطمة سنوسي عبدالله ، ٥٠ عاما ، ربة منزل تعول طفل من أبناء قرية المنصورة بمركز الداخلة ، ل المساء ، غابت الفرحة لسنوات طويلة بدأت منذ زواجى ووفاة والدتى التى كنت ارعاها وأقوم على خدمتها على أكمل وجه إلى أن رحلت عن الدنيا ولم يتبقي لى سوى نجلى ” إسلام ” البالغ من العمر ١٦ سنة مصدر سعادتى وتمسكى بالحياة رغم آلام الحمى وضيق الحال من آن إلى آخر حتى أكاد أشعر برائحة الموت تلاحقنى كلما اويت الى فراشي فى منامى ويقظتى طوال فترة تلقي العلاج دون تحسن أو تماثل للشفاء.
أضافت سنوسي ، إن أكثر لحظات حياتها سعادة وفخرا لا يمكن وصفهما عند إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية هذا العام وحصول نجلها على مجموع ٢٧٦ درجة بنسبة 98% ضمن أوائل المتفوقين على مستوى الإدارة التعليمية ، ودخوله اختبارات مدرسة التمريض بالداخلة ، مشيرة إلى تفوق نجلها الوحيد جعلها تتشبث بالحياة نظرا لما يتطلبه الأمر من تضحيات جديدة تراها صعبة المنال فى ظل ارتفاع فاتورة كهرباء المنزل المتهالك بواقع ٢٥٠ جنيها شهريا وحاجتها الماسة للأدوية والعلاج وإجراء التحاليل والأشعة المقطعية من ناحية وتوفير مصروفات الإقامة والانتقال لإستكمال سنوات تعليم نجلها الوحيد.
أكد إسلام هانى حامد ١٦ سنة ، حاصل على الشهادة الإعدادية ضمن أوائل الإدارة التعليمية بالداخلة ، يعيش بمنزل والدته فاطمة سنوسي فى قرية المنصورة بالوحدة المحلية لقرى بدخلو ، أن والدته تعانى منذ ٦ سنوات من مرض “البروسيلا”وأن حالتها الصحية المتدهورة كانت سببا فى عدم استفادتها من أى مشروع تمنحه الدولة للاولى بالرعاية باستثناء إعانة كرامة المالية وقدرها ٤٠٠ جنيه فقط انقطعت لفترة سابقة وعادت لتتلقاها شهريا من قبل التضامن الإجتماعي ، مشيرا إلى أن والدته تمر بظروف صحية صعبة للغاية ، وأن ذلك أكثر ما يحزنه ويفطر قلبه تجاه سنده ومصدر رعايته منذ صغره حتى تفوقه دراسيا ووصوله إلى اختبارات مدرسة التمريض النهائية بالداخلة.
وأوضح إبن ١٦ عاما أن تكلفة علاج والدته تحتاج إلى مبلغ يصل إلى ١٥٠٠ جنيها شهريا ورغم ذلك تتعرض والدته لوعكات صحية متتالية من ارتفاع درجات حرارتها لأيام تصل إلى الحمى الشديدة دون تحسن سريع ، وإصابة جسدها بالورم في مناطق متفرقة بالإضافة إلى ما وصلت إليه من وهن وضعف وفقدان الشهية وغير ذلك دون معرفة الأسباب الرئيسية رغم متابعتها المستمرة مع عدد كبير من أطباء الباطنة والعظام بالعيادات الخاصة على مستوى المحافظة وأسيوط والقصر العيني.
وناشد إسلام اللواء محمد سالمان الزملّوط محافظ الوادى الجديد ووزارة الصحة التدخل بعين المسئولية والإنسانية لرعاية والدته صحياً من خلال استصدار قرار علاجها على نفقة الدولة وتوفير مسكن كريم بديلا لمنزلهم المتهالك الجدران وعدم امتلاكهم لأى ممتلكات خاصة أو حيازات زراعية فى قريتهم الصغيرة التى تبعد عن مدينة موط مسافة لا تقل عن ١٥ كيلو مترا ، لافتا إلى ثقته في قرارات المحافظ التى تدعم مطالب البسطاء والمتفوقين علمياً وتوفر حياة كريمة للأولى بالرعاية فى ظل ما تشهده المحافظة من إهتمام وتطوير وبناء على جميع المستويات المطلوبة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.