دعا الخبيرالدولي د. محمد نصرعلام وزيرالموارد المائية الأسبق إلي ضرورة العمل الجاد لتحقيق تقدم حقيقي بمصر في المرحلة المقبلة من خلال تطويرالاقتصاد المصري من شبه زراعي وخدمي إلى اقتصاد صناعي ،لاستيعاب الزيادة السكانية وتعظيم الايرادات وتحسين الدخول.
وأشار إلي أن الفقرالمائي من أهم تحديات الاكتفاء الذاتي الزراعي ،وهناك ضرورة عصرية لتعظيم اكتشافات الغازوالبترول والاستفادة من التجارب السابقة التي سبقتنا فى نفس هذا المسار ومنذ عقود كتجربة كوريا الجنوبية وغيرها.
وحول طبيعة تحديات الاكتفاء الذاتى الزراعي قال د.علام : هناك حقيقة غائبة عن معظم المصريين وحتى المثقفين حول معنى وتداعيات ماتعانيه مصر من فقر مائي، وما نعانيه من فجوة غذائية لاتقل عن ١٠ مليار دولار سنويا، فمصر نصيب الفرد فيها من المياه ٥٥٠ متر مكعب سنويا، بينما الحد الأدنى للكفاية المائية (بعدها الفقر المائي) يبلغ ١٠٠٠ متر مكعب سنويا، ولا تملك كمية المياه الكافية لاحتياجات الشرب والزراعة والصناعة ،ولا يمكن تحت أى ظرف تحقيق الاكتفاء الغذائى للسكان فى مصر فى معظم المحاصيل الغذائية ومنها القمح.
ولو اكتفينا من القمح سنعانى نقصا كبيرا فى محاصيل أخرى لمحدودية المياه والأراضي الزراعية. الجهود الحالية للدولة جهود مشكورة لتقليل الفجوة الغذائية (نسبيا) من خلال اعادة استخدام المياه والتوصل لكفاءة مائية تتعدى ٨٠٪ وهى من الكفاءات الأعظم على مستوى العالم، وزيادة الزراعة المحصولية، وسوف نحقق زيادة فى الانتاج لتقليل الاستيراد نسبيا فقط.
وأوضح د. علام أن الخطر والتحدى الأكبر يأتى من الزيادة السكانية الكبيرة، والمؤامرات الدولية والاقليمية التى منعت مصر من استكمال قناة جونجلى لزيادة حصتنا المائية، وبعدها مؤامرة عنتيبي لتقليل حصتنا المائية، وبعدها السد الأثيوبي لاستكمال مخطط عنتيبي ، ولن تتوقف هذه المؤامرات ولن تتأخر مصر جيشا وشعبا عن الدفاع عن حياتها ومستقبلها كدولة رائدة بالمنطقة، ولكن علينا أن نستوعب جيدا ماذا يدورعندنا وحولنا حتى نصحح المفهوم ولغة التخاطب.