أتخيل هذا المشهد السينمائي الرائع من فيلم “الناصر صلاح الدين “بصوت وأداء الفنان القدير الراحل أحمد مظهر في مواجهة عملاق آخر هو الفنان الراحل توفيق الدقن، إلا أن الخائن هنا لم يفتح أبواب عكا أمام الفرنجة لكنه قبل ووافق أن يلعب رياضة الإسكواش باسم الإنجليز.
قامت الدنيا على وسائل التواصل ولم تقعد حتى الآن على “محمد الشوربجي” لاعب نادي هليوبوليس “السابق” والذي تم فسخ تعاقده بمجرد إعلان القرار ربما لكي لاتطول النادي الإتهامات التي أصبحت توزع مجاناً ودون بحث أو دراسة أو فهم لأبعاد الموضوع.
هناك فريق معروف ومكشوف ومفضوح ركب الموجة كالعادة مثلما يركب أي موجة ووجدها فرصة سانحة للهجوم على الدولة ومحاولة الصيد في الماء العكر، بعقد مقارنة غير منطقية بين “هجرة الشوربجي” ــ اذا اعتبرناها هجرة ــ وهجرة آلاف الأطباء والمهندسين الى دول أوروبية وعربية، ولا أدري ماوجه المقارنة مع من يبحثون عن رزقهم في أرض الله الواسعة سواء كانوا أطباء ومهندسين أو عمال ومدرسين وصحفيين وغيرهم من أبناء الوطن.
وفريق آخر صب غضبه على اللاعب ووجه له الإتهامات وحملوا الأمر أكبر مما يحتمل، فــ ” الشوربجي” لم يخن بلده ــ لاسمح الله ــ ولم يذهب الى السفارة الإسرائيلية في لندن مثلما نشاهد في الأفلام العربية ليسلمهم أسرار لعبة الإسكواش التي نحتفظ بها هنا في أم الدنيا بصورة جعلتنا نحتل الصدارة بشكل دائم في ترتيب اللاعبين على مستوى العالم!!!
الحكاية ببساطة لمن لايعلم أو تختلط لديه الأوراق مثلما تختلط في الكثير من الملفات أن لاعبنا “السابق” المصنف الثالث عالمياً والذي أصبح لاعباً بالمنتخب الإنجليزي ويشارك معه حالياً في البطولة المقامة بموريشيوس، يقيم أصلاً في انجلترا التي قضى بها أكثر من نصف عمره فضلاً عن أننا ملوك اللعبة ولدينا المصنف الأول عالمياً ومائة “شوربجي” آخر ينتظرون الفرصة.
كما يجب ألا ننسى أن الإسكواش والرياضة عموماً مجرد لعبة ولاعلاقة لها من قريب أو بعيد بفكرة الوطنية حتى لانبالغ في رد الفعل ونحمل الموضوع أكثر مما يحتمل، قد نغضب قليلاً ــ أو حتى كثيراً ــ بسبب موقف اللاعب لكنها مجرد لعبة ليس أكثر.
مع الوضع في الإعتبار أن ظاهرة التجنيس واللعب باسم منتخبات أخرى غير الوطن الأم أصبحت معروفة على مستوى العالم،وهناك منتخبات أوروبية شهيرة حتى في كرة القدم تلجأ الى هذا الأسلوب لدعم منتخباتها في البطولات الكبرى، ولم يتحدث أحد عن عدم الإنتماء أو الوطنية أو الخيانة.
تغريدة:
حدث مصري آخر كبير شهدته ولاية فلوريدا الأمريكية “الأربعاء” ويتمثل في اطلاق القمر الصناعي المصري الجديد “نايل سات 301” ليكون بديلاً للقمر القديم الذي ينتهي عمره الإفتراضي عام 2028.
القمر الجديد يساهم في تطوير خدمة الإنترنت وتوفيرها للمشروعات القومية والمجتمعات العمرانية الجديدة وحقول البترول بشرق المتوسط، مثلما يغطي مناطق جديدة منها جنوب القارة الأفريقية ودول حوض النيل لتحقيق تواصل أكبر مع الأشقاء الأفارقة بما يخدم المصالح المصرية .
مبروك لمصر.
أيمن عبد الجواد