بقلم ✍️ أحمد رفاعي آدم (أديب وروائي)
عزيزي الإنسان المنشغل بهموم الحياة والغاطس في مسئولياتها حتى “شوشتك” انتبه فإن العالم يوشك أن ينقرض. نعم هذه حقيقة أنت غافل عنها! هذه ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هي قراءة واقعية لأحداث عالمية وكونية نحن في غفلة عنها. وعلى فكرة، قد ينقرض بأي شكل ولأتفه الأسباب!
خذ عندك مثلاً فرضية اصطدام كويكب فضائي بكوكبنا الحزين المتعوس -وهي فرضية منطقية إلى حد كبير- فمجموعتنا الشمسية مليئة بالكويكبات السيارة الضخمة والتي يتغير مسارها باستمرار وبصورة دورية لتزيد من فرص اصطدامها بالكواكب كلها ومن بينها كوكب الأرض. ولا يخفى علينا ما أقرته كثير من الدراسات بأن الديناصورات قد انقرضت من قَبْل بسبب واحد من تلك الاصطدامات المدمرة!
لكن تبقى أكثر الفرضيات وضوحًا وأقربها للمنطق والحدوث تلك الفرضية التي تؤكد على أن انقراض الحياة برمتها قد يحدث بسبب فصيلة واحدة صغيرة تسمى الإنسان!! نعم هو الإنسان.. فالإنسان هو أكثر المخلوقات تهديداً لفناء نفسه والبشرية والحياة جمعاء من على وجه البسيطة بطمعه وغبائه ووحشيته، ولا أستثني نفسي بالطبع!! فكل ما نفعله الآن كبشر يؤثر سلباً على النظام البيئي الهش ويُعجل بفناء الحياة كلها. فالحروب والأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية كفيلة بتدمير كل صور الحياة على الأرض، ناهيك عن التلوث بأشكاله ومحاولات تدخل الإنسان فيما لا يخصه. وهل يمكن أن نستبعد فرضية أن يكون فيروس كوفيد “كورونا” سلاحًا بيولوجياً مخلقاً في المعامل قد خرج عن السيطرة؟! أنا شخصياً أتوقع أي شيء في هذا العالم المريض.
فرضية أخرى قد تزيد من أصابع الاتهام التي تشير نحو الكائن المتهور المدعو “إنسان” وتختص بمشكلة الاحتباس الحراري والتي درسناها أو قرأنا عنها جميعاً صغاراً وكباراً حيث يمكن أن يتسبب ارتفاع درجة حرارة باطن الأرض في ذوبان الجليد وما قد ينتج عنه من فيضانات كارثية ستغمر كثير من أجزاء الأرض لدرجة أن بعض التقارير تقول أن قرابة ال ٤٠٠ مليون إنسان يمكن أن يتضرروا من تلك الفياضانات ويضطروا إلى الهجرة. ولكم قد تبلغ دهشتك يا عزيزي إذا علمت أن إحدى الدراسات التي صدرت بذلك الشأن عام ٢٠٠٤ والتي أجراها “البنتاغون الأمريكي” -واخد بالك .. البنتاغون يعني وزارة الدفاع الأمريكية” تحذر من أن الاحتباس الحراري قد يعود بكوكبنا إلى عصر جليدي آخر، وطبقًا لتقرير البنتاغون فإن السؤال الذي تطرحه الدراسة ليس “هل يمكن بالفعل أن يتسبب الاحتباس الحراري في حدوث كارثة؟” بل “متى سيحدث ذلك؟”. أي أنهم متأكدين من الكارثة ولكنهم غير متأكدين من توقيت وقوعها!! وعندنا للأسف تُفاجأ بنا نتشاجر على كرة القدم ونقضي الساعات نشاهد تحليل المباريات ونناقش بعنف قضايا التحكيم في الدوري المصري، ثم نتابع بشغف خناقة المطربة الشهيرة مع زوجها المطرب، بعد ذلك نحتفي باهتمام منقطع النظير بأشخاص يدَّعون المواهب الفنية وأقل ما يُقال عنهم أنهم منبع التفاهة والجهل.
لذلك كله من الضروري والحتمي أن تخرج قمة المناخ Cop27 التي تستضيفها مصر على أرضها بتوصيات وقرارات وحلول عملية وواقعية قابلة للتنفيذ من أجل إنقاذ كوكبنا الذي يحتضر.
خلاصة القول .. أيها الناس أفيقوا فإن العالَم يوشك أن ينقرض.
دعكم من توافه الأمور وسفاسفها ففي الحياة مسئوليات أكبر وهموم أصعب تحتاج لحسن تعامل وحكمة تدبر. لا تضيعوا أوقاتكم فيما لا ينفع بل استغلوها في علم أو قراءة أو طاعة أو جِلسة عائلية أو صحبة صالحة أو عمل نافع. ولا تحزنوا .. بالله عليكم لا تحزنوا ولا تيأسوا ولا تشيلوا طاجن ستكم فمهما تكن الهموم فإنها لن تبلغ بأي حال من الأحوال هم تدمير كوكبنا وانقراض الحياة من عليه.. وربنا يحفظنا.