أعلنت الشركة المصرية للاتصالات، أول مشغل متكامل لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر وأحد أكبر مشغلي الكابلات البحرية في المنطقة، عن نجاح عملية الإنزال الثاني لنظام الكابل البحري 2Africa في مصر، بمدينة بورسعيد على ساحل البحر المتوسط وذلك بعد خمسة أشهر من نجاح الإنزال الأول للكابل بمدينة رأس غارب على ساحل البحر الأحمر، والتي سبقها إتمام عملية تسليم المسار الأرضي للكابل داخل مصر عام 2020 قبل الموعد المحدد، وكذلك الانتهاء من المسار البحري الذي يربط بين محطتي إنزال رأس غارب والسويس في وقت سابق من العام الماضي. وبهذه الخطوة تكون عملية تنفيذ نظام الكابل البحري 2Africa قد انتهت بالكامل داخل الأراضي المصرية. جاءت هذه الخطوة في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المصرية للاتصالات لتعزيز القيمة المضافة المقدمة لشركائها وعملائها محليًا ودوليًا.
وتُعدّ مصر هي المحور الأهم لربط قارات أفريقيا وأسيا وأوروبا بفضل تاريخها الطويل الذي يمتد لأكثر من 150 عامًا في مجال الكابلات البحرية منذ إنشاء أول كابل تلغراف بحري، إذ تمتد سواحلها لما يقرب من ألفي كيلو متر على البحر الأحمر وما يقرب من ألف كيلو متر على البحر الأبيض المتوسط، بما يمنحها ميزة تنافسية استثنائية، ويعزز قدرتها على تحقيق نظام متكامل ومتجانس ومتنوع جغرافياً عبر الشبكة الدولية دائمة التوسع.
وقد علق المهندس/ محمد نصر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات، قائلًا:” سعيد بالعمل مع فريق متميز من أمهر وأكفأ العاملين لمواصلة جهود تطوير وتحديث البنية التحتية للاتصالات الدولية. نعلن اليوم عن نجاح عملية الإنزال لنظام الكابل البحري 2Africa في بورسعيد، وهي الخطوة الأخيرة لربط أطول كابل بحري حول العالم على الأراضي المصرية. إن إسهاماتنا المستمرة في تطوير البنية التحتية الدولية للاتصالات تؤكد على التزامنا بتقديم أفضل حلول الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشركائنا وعملائنا محليًا وعالميًا. وستشهد المرحلة المقبلة إطلاق المزيد من إمكاناتنا لتنفيذ مشروعات مستقبلية وتوفير منتجات متطورة ستحقق طفرة في صناعة الاتصالات.”
وعلق سيف منيب، نائب الرئيس التنفيذي لشئون الدولي والمشغلين بالمصرية للاتصالات: “لا تُعدّ عملية إنزال الكابل البحري نهاية العلاقة مع شركائنا، بل بداية لعلاقة شراكة طويلة الأمد تمتد لما يزيد عن 25 عاماً وجهود متواصلة لضمان التشغيل الآمن للكابل. وقد ظهر التزام الشركة بهذا المبدأ بوضوح في العديد من قصص النجاح التي سطرتها الشركة على مدار السنوات الماضية لتصبح الشريك المفضّل لأكثر من 160 شريكًا من أكبر مشغلي الكابلات البحرية. وقد ضخت المصرية للاتصالات استثمارات ضخمة لإنشاء محطات إنزال ومسارات أرضية لعبور الكابلات البحرية بمجموع أطوال تصل حتى الآن إلى 5300 كيلومتر. وتهدف مشروعات تحديث البنية التحتية الدولية في الشركة المصرية للاتصالات إلى تعزيز قدرة مسارات العبور الدولية عالية الكثافة، ودعم نمو شركائها وتلبية احتياجاتهم، وضمان توفير خدمات عالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة.”
وعلق بول جابلا، نائب الرئيس التنفيذي للتسويق والمبيعات بشركة الكاتيل لشبكات الكابلات البحرية، قائلًا: “لعدة سنوات، تعاونا مع المصرية للاتصالات لخدمة مجتمع الاتصالات الدولي والمساهمة في عمليات إنزال الكابلات البحرية على طول السواحل المصرية، وشهدنا خلال الفترة الماضية التحسّن السريع الذي حققته الشركة في تسهيل عملية الحصول على التصاريح والموافقات اللازمة وتوفير كافة الخدمات اللوجستية المتعلقة بعمليات الإنزال. وبالإضافة إلى ذلك، نجحت المصرية للاتصالات في الجمع بين المميزات الجغرافية الطبيعية التي منحها لها الموقع المتميز لجمهورية مصر العربية الذي يربط بين شريانين رئيسيين لعبور الكابلات البحرية، وخبرتها الطويلة في عمليات الإنزال، وما تمتلكه من كوادر بشرية ماهرة قادرة على مواجهة أي تحديات أو عقبات والتغلب عليها.”
وكان التحالف الدولي، الذي يضم – الشركة المصرية للاتصالات، وشركة ميتا، وشركة الصين الدولية لخدمات المحمول، وشركة إم.تي.إن جلوبال كونكت، وشركة أورنج الفرنسية، وشركة سنتر ثري التابعة لمجموعة إس تي سي السعودية، وشركة فودافون، وشركة وايوك – قد أعلن في مايو عام 2020 عن إطلاق نظام الكابل البحري 2Africa ليضمن توفير حلول الربط الدولي السلس وتحسين مستوى خدمات الإنترنت في القارة الأفريقية وربطها ببقية دول العالم. وقد تم التعاقد مع شركة الكاتيل لشبكات الكابلات البحرية لتنفيذه، وسوف سيساهم الكابل الجديد في تعزيز وضع مصر كمحور رئيسي لحركة الاتصالات العالمية.
وقد تمّ اختيار موقعي إنزال الكابل في مصر بدقة شديدة، فعلى ساحل البحر الأحمر، وقع الاختيار على مدينة رأس غارب التي تبُعد 100 كم جنوب محطة إنزال الزعفرانة. أما على البحر المتوسط، فتم اختيار مدينة بورسعيد، على مسافة 250 كم شرق محطة إنزال الإسكندرية؛ وسيتم ربط محطتي الإنزال في رأس غارب وبورسعيد عبر مسارين أرضيين يمتدان بمحاذاة قناة السويس. وستوفر خدمة العبور حلاً للربط بين القارات الثلاثة، أفريقيا وآسيا وأوروبا، من خلال مسارات سلسة باستخدام أحدث تقنيات الألياف الضوئية، وسيتم تدعيم المسارات بجزء ثالث عن طريق وصلة الفيستون البحرية التابعة لنظام Red2Med الجديد المملوك للشركة المصرية للاتصالات، والتي تربط محطة إنزال رأس غارب بمحطتي الزعفرانة والسويس لتعزيز التنوع في هذا المسار الرئيسي الهام.
وعند اكتماله في العام المقبل 2024، سيمتد الكابل البحري 2Africa بطول 45 ألف كيلومتر، ليصبح أطول نظام كابل بحري يتم تنفيذه على الإطلاق. ويسهم النظام في توفير سعات أكثر من إجمالي السعات المجمعة لجميع الكابلات البحرية التي تخدم أفريقيا الآن، حيث يضم الكابل 16 زوجًا من الألياف الضوئية وتصل قدرته التصميمية إلى 180 تيرا بايت في الثانية، كما يربط بين 33 دولة حول العالم من خلال 46 محطة إنزال بما يعزز كفاءة الاتصال العالمي، ويوفر خدمات الاتصالات الدولية بشكل أسرع وأكثر أمانًا بأسعار تنافسية لأكثر من 3 مليارات شخص حول العالم. وسيلبي الكابل الجديد الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت وخدمات الجيل الرابع والخامس في منطقة الشرق الأوسط ومناطق كثيرة في أفريقيا.
وتؤكد المصرية للاتصالات مجدداً، من خلال اشتراكها في تحالف 2Africa ، على التزامها بقيادة جهود التحوّل الرقمي في القارة الأفريقية من خلال توفير خدمات الإنترنت عالية الجودة والاستثمار في البنية التحتية لدعم حركة المرور بين أفريقيا وآسيا وأوروبا بسلاسة. كما تسلط هذه الخطوة الضوء على الثقة العالمية التي تحظي بها البنية التحتية للشركة المصرية للاتصالات المسئولة عن نقل نحو 90% من حركة البيانات عالمياً عبر البحرين الأحمر والأبيض المتوسط.