»»
» البحث بوصي بانتهاج الأسلوب العلمي في التعامل مع المتلقي، وعدم إهمال مخرجات دراسات مراكز الأبحاث المستقلة، ولاسيما دراسات الرأي العام، ومتطلبات الجمهور.
» ضرورة تفعيل الدراسات التي تهتم بمضمون المادة الإخبارية وصناعة الأخبار ومستويات تعزيز معايير التغطية الإخبارية بما ينسجم مع المعايير الدولية
» تبادل الخبرات بين الإعلاميين والأكاديميين لحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر التقنيات الحديثة
» ضرورة الاهتمام بجذب الصحف للقراء مرة أخرى بتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى ،وتطوير مواقعها الإليكترونية لتنافس منصات الإعلام الرقمى
….
تقرير ✍️ د.خالد محسن
تحت عنوان “تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على مصداقية التغطية الإخبارية وعلاقتها بالخوف والقلق المستقبلى لدى الجمهور المصرى” ، صدر مؤخرا دراسة ميدانية حديثة أعدتها د.سمر يسرى جابر مدرس كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا،وشاركت به ضمن أبحاث المؤتمر السنوى الدولى الأول
“المنصات الرقمية وتحولات الفضاء الإعلامى الجديد:
البحث ومبادرات الصناعة وتحديات التأهيل”، والذي نظمته كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مؤخرا.
استهدف البحث التعرف على تأثير مواقع التواصل الاجتماعى وصفحات الفيس بوك واليوتيوبرز على مصداقية تغطية الأحداث الأمنية والإرهابية فى مصر والمنطقة العربية ودولياً بالقنوات الفضائية الإخبارية المصرية والعربية، وعلاقتها بإثارة الخوف الجمعى والقلق المستقبلى من قبل الرأى العام المصرى، وقياس الاختلاف بين تأثير معالجة تلك القنوات لنفس الأحداث والردود المختلفة من قبل الرأى العام فى إطار قياس بعض العوامل الوسيطة مثل: (العوامل الديموغرافية، درجة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية الإخبارية فى التعرف على أحداث العنف والإرهاب محلياً ودولياً، درجة إدراك المشاهد لما تعرضه تلك القنوات والمواقع من أحداث ومخاطر على ردود الفعل المجتمعى، ودرجة الإحساس بالخطر والشعور بالخوف والقلق وفقدان الأمان داخل المجتمع)، إنطلاقاً من أهمية دور القنوات الفضائية الإخبارية المصرية والعربية في تقديم “التفسيرات” للمخاطر التى تواجه المجتمعات فضلاً عن توفير أطر لفهم الانحرافات والتهديدات.
كما تسعي هذه الدراسة لتحليل الاختلافات فى العلاقة التى تربط بين دور القنوات الفضائية المصرية والعربية الإخبارية فى تقديم المخاطر والأزمات وتفسيرها وبين إدراك الجمهور ثم إحساسه بالخطر أو الأمان جراء المعالجات الإعلامية.
وفى ضوء ماسبق تحددت المشكلة البحثية فى رصد وقياس تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على مصداقية تغطية الفضائيات الإخبارية المصرية والعربية للأحداث الإرهابية والأمنية وعلاقة ذلك بمستوى الخطر والقلق المجتمعى لدى الرأى العام المصرى، بالإضافة إلى قياس دور معالجة تلك القنوات فى الواقع المدرك لصورة السلطات الأمنية لدى الجمهور المصرى.
*أهم نتائج الدراسة* :
1-جاء ترتيب المصادر الإعلامية التى يفضلها المبحوثين فى الحصول على المعلومات حول الأحداث الأمنية والأزمات فى مصر، حيث جاء فى المرتبة الأولى السوشيال ميديا والفيس بوك واليوتيوب وتويتر بنسبة بلغت (18.15%) وبوزن مرجح 2636، بينما جاء فى المرتبة الثانية الاتصال الشخصى بالآخرين بنسبة بلغت (15.46%) وبوزن مرجح 2245، وجاء فى المرتبة الثالثة القنوات الفضائية العربية الإخبارية بنسبة بلغت (14.63%) وبوزن مرجح 2125، بينما جاء فى المرتبة الرابعة الراديو بنسبة بلغت (12.56%) وبوزن مرجح 1824 ،ويرجع فى وجهة نظر الباحثة تقدم هذا المصدر رغم انخفاض نسبة الاعتماد عليه فى السنوات الماضية إلى تواجده بالسيارات ومختلف المواصلات ، فيكون وسيلة سهلة متاحة للجمهور لتلقى الأخبار صباحاً فى الطريق للعمل أو مساءاً فى زحام المرور للعودة للمنازل، وجاء فى المرتبة الخامسة التطبيقات الإلكترونية الإخبارية :مثل نبض بنسبة بلغت (11.03%) وبوزن مرجح 1602، بينما جاء فى المرتبة السادسة متابعة اليوتيوبرز والبلوجرز وأصحاب المنصات الإليكترونية بنسبة بلغت (9.7%) وبوزن مرجح 1049، وجاء فى المرتبة السابعة القنوات الفضائية الإخبارية الدولية الموجهة بنسبة بلغت (9.31%) وبوزن مرجح 1352، وجاء فى المرتبة الأخيرة الصحف المطبوعة بنسبة بلغت (9.12%) وبوزن مرجح 1324 ولاحظت الباحثة تراجع الاعتماد على الصحف المطبوعة بشكل كبير خاصة المؤسسات القومية الهامة كالأهرام والجمهورية.
وتوصى الباحثة بضرورة الاهتمام بجذب الصحف للقراء مرة أخرى بإدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وتطوير مواقعها الإليكترونية لتنافس الإعلام الرقمى.
2- جاء تقييم المبحوثين لتغطية القنوات الفضائية الإخبارية المصرية والعربية للأحداث الإرهابية والأمنية بأنها (تغطية متوسطة) حيث جاءت تلك الإستجابة فى المرتبة الأولى بنسبة بلغت 63.5% وبعدد تكرارات 254 تكراراً، بينما جاء فى المرتبة الثانية تقييم المبحوثين لتغطية القنوات الفضائية الإخبارية المصرية والعربية للأحداث الإرهابية والأمنية بأنها (تغطية كافية بدرجة كبيرة) بنسبة بلغت 20.8% بعدد تكرارات 83 تكراراً، بينما جاء فى المرتبة الثالثة تقييم المبحوثين لتغطية القنوات الفضائية الإخبارية المصرية والعربية للأحداث الإرهابية والأمنية بأنها (تغطية منخفضة) بنسبة بلغت 15.7% وبعدد تكرارات 63 تكراراً.
3- يتضح من النتائج درجة تأثير صفحات الفيس بوك واليوتيوبرز على شعور المبحوثين بالخطر والذعر إزاء الوضع الأمنى حيث جاءت الإستجابة( تؤثر بشكل كبير) فى المرتبة الأولى بنسبة بلغت 52.5% وبعدد تكرارات 210 تكراراً، بينما جاء فى المرتبة الثانية (تؤثر إلى حد ما) بنسبة بلغت 35.75% بعدد تكرارات 143 تكراراً، بينما جاء فى المرتبة الأخيرة (لا تؤثر) بنسبة بلغت 11.75% وعدد تكرارات 47 تكراراً.
4- اتضح من نتائج الدراسة أن نسبة المبحوثين الذين وافقوا على أن تعرضهم لمواقع التواصل الاجتماعى وصفحات اليوتيوبرز تؤثر على شعورهم بالخطر أو الذعر المجتمعى ، بنسبة بلغت 76.3% وبمتوسط حسابى 2.29 وانحراف معيارى 0.76، بينما جاء فى المرتبة الثانية الموافقة على عبارة (يشعر المواطن بالتهديد على أسرته واولاده إزاء التغطية) حيث بلغت نسبتها 68.7% .
5- كان من أهم النتائج مقترحات المبحوثين والخبراء لتطوير أساليب تغطية القنوات الفضائية الإخبارية المصرية وغرف أخبارها للأحداث الإرهابية محلياً ودولياً، جاء فى المرتبة الأولى مقترح (إدخال التعقيب الإخبارى للخبراء والمتخصصين والمصادر الرسمية على الخبر من خلال خاصية سكايب او الاتصال عبر القمر الصناعى حيث تفتقد القنوات الاخبارية المصرية الحالية لذلك) حيث بلغت نسبة هذا المقترح 25.7% من العينة بعدد تكرارات (46) تكراراً، تلاها فى المرتبة الثانية مقترح(إدخال تكنولوجيا الذكاء الصناعى لغرف الاخبار) بنسبة بلغت 25.1% وبعدد تكرارات 45 تكراراً، ثم فى المرتبة الثالثة مقترح (اتخاذ غرف الأخبار التدابير الأمنية لحماية معلوماتها من القرصنة) بنسبة بلغت 10.6% وبعدد (19) تكراراً، بينما جاء فى المرتبة الرابعة مقترح (توسيع شبكة المراسلين الدوليين بالقناة) حيث بلغت نسبته 8.9% وبعدد تكرارات (16) تكراراً، ثم جاء فى المرتبة الخامسة مقترح (الاعتماد على المصداقية والاستعانة بأهل الخبرة) بنسبة بلغت 8.4% وبعدد تكرارات(15) تكراراً، وجاء فى المرتبة السادسة مقترح (المصداقية التامة والاعتماد علي اعلاميين شباب خريجين اعلام) حيث بلغت نسبته 6.7% وبعدد تكرارات(12) تكراراً، وجاء فى المرتبة السابعة مقترح(الاهتمام بإنشاء صفحات ومواقع إلكترونية للقنوات الإخبارية المصرية وقياس الرأى العام عليها) حيث بلغت نسبته 5% وبعدد (9) تكرارات، ثم جاء فى المرتبة الثامنة مقترح (تحليل ردود فعل الجمهور والرأى العام على اخبار على مواقع القناة واليوتيوب) حيث بلغت نسبته 3.9% من عينة المبحوثين وبعدد تكرارات(7) تكرارات، وجاء فى المرتبة التاسعة مقترح (استخدام الاستديوهات الإفتراضية والتصوير ثلاثى الابعاد) حيث بلغت نسبة ذلك المقترح 2.2%،وبعدد 4 تكرارات، وجاء فى المرتبة العاشرة مقترح (ابتعاد التوجيه السياسي من الدوله عن حريه الاعلام) حيث بلغت نسبة ذلك المقترح1.1% وبعدد (2) تكرار وجاء بنفس النسبة مقترح (تدريب المراسلين والمصورين على تطبيقات الهاتف الذكى والكاميرات الرقمية)، كذلك مقترح (دخول مصر الاستثمار فى مجال الإعلام الاخبارى الرقمى وتطوير غرف الاخبار) بنفس النسبة وهى 1.1% وبعدد (4) تكرارات.
*مقترحات وتوصيات*
ويمكن استعراض أبرز مقترحات وتوصيات الدراسة علي النحو التالي:
1) تعزيز عمل المؤسسات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، من أجل مواجهة الهجمات على الأرض ومواجهة الهجمات الإلكترونية وحملات التضليل وفبركة الأخبار وصناعة الكراهية بالتعاون مع وسائل الإعلام وإمدادهم بالبيانات والمعلومات المستمرة. وضرورة استعادة الثقة بمؤسسات الدولة والإعلام خاصة في أوقات الأزمات، من خلال الرد على الشائعات المقلقة للمواطن بكل شفافية وعرض البيانات التى تتضمن الإحصائيات والأرقام الصحيحة للقتلى والمصابين جراء الهجمات الإرهابية.
2) “الحماية أو الدفاع السيبراني”، يجب حماية البنى التحتية وجعلها مرنة ضد كلاً من الهجمات الإرهابية على الأرض أوالهجمات السيبرانية لإختراق أمن دولة ما، والتي لديها القدرة على إلحاق الضرر بالخدمات الحكومية ووسائل الإعلام وتعطيلها.
3) الإنفاق على تجهيز غرف أخبار الفضائيات الإخبارية المصرية بأحدث أجهزة الذكاء الإصطناعى، ليسهل تحليل البيانات وردود فعل الجمهور، والتحقق من فبركة الصور والفيديوهات والأخبار على كل مواقع السوشيال ميديا( انستجرام –فيس بوك- تويتر- تيك توك إلى آخره)،كذلك تجهيز استديوهات القناة بكاميرات رقمية متنقلة تعمل بالذكاء الاصطناعى لتصوير أى حدث بدقة وتقنية عالية، لتساعد مراسلى ومصورى القناة على نقل الخبر بالصورة خاصة فى مواقع الحروب والهجمات الإرهابية والتفجيرات.
4) توجيه اهتمام الفضائيات الإخبارية المصرية إلى تطمين المواطن المصرى بتنوع مصادرها الرسمية، وبتغطية كافة الأخبار التى تشغل اجندة المواطن المصرى، والتى تتغير من وقت لآخر تبعاً للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المصرى.
5) اعتماد الفضائيات الإخبارية المصرية على مجموعة كبيرة من المراسلين بمختلف دول العالم، وعدم الاقتصار على تغطية الأحداث الإرهابية المحلية فقط.
6) إعادة تقويم إبراز الفضائيات الإخبارية المصرية لحوادث العنف و الإرهاب؛ لتصبح أَكثر مسؤولية، لا تسعى إلى الإثارة، ولا تساعد على ترويج التطرف أو التعاطف مع المجرمين؛ بل تتمتع بمضمون جيد، مبني على المصداقية، يمارس دوره في توعية الجماهير، ويتكامل مع دور الدول في مواجهة هذا الخطر. وطبقًا لما يؤكده الخبراء الأمنيون، فإن الإرهاب لا يهمه عدد الضحايا؛ بل يريد أن يُسمع الناس صوته؛ ومن ثم فإنه يستفيد من “التغطيات الإخبارية” غير المسؤولة، التي تسعى للسبق الإعلامى، بغض النظر عن عواقبه وآثاره السلبية.
7) تبادل الخبرات بين الإعلاميين والأكاديميين لحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر التقنيات الحديثة، وإمكانية وصول الإرهابيين إليهم عبر هذه التقنيات، ولا سيما مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية الاستخدام الإيجابي لها. -والاهتمام بالأخبار العربية والإسلامية وإعطاؤها أهمية كبرى في التغطية الإخبارية، وربط المجتمع بالدين حتى نقلل الجريمة والعنف والإرهاب فى المجتمع.
8) تعزيز التفاعل بين المؤسسات الإعلامية المصرية المعنية، وبناء فهم مشترك لمصادر التهديد الإرهابية المحتملة، ودراسة تأثيراتها، ولا سيما التهديدات غير التقليدية، مثل: حروب الجيل الخامس، والحروب السيبرانية على نحوٍ خاص، التي أصبحت أحد أخطر التهديدات للأمن الوطني للدول.
9) الأسلوب العلمي في التعامل مع الجمهور، وعدم إهمال مخرجات الدراسات التي أُجريت في مراكز الأبحاث المستقلة، ولاسيما دراسات الرأي العام، ومتطلبات الجمهور، وضرورة تفعيل الدراسات ودور مراكز البحوث الإعلامية التي تهتم بمضمون المادة الإخبارية وصناعة الأخبار ومستويات تعزيز معايير التغطية الإخبارية بما ينسجم مع المعايير الدولية للتغطية.
10) التقليل من المركزية المتبعة في إجراء التغطيات الإخبارية، ومنح المراسلين ومكاتب القناة الخارجية والمحررين المرونة في اختيار الأخبار وتغطيتها، واختيار الضيوف ،الذين تجرى معهم المقابلات ضمن سياقات واضحة تتلاءم مع التوجه العام.
11) كشفت نتائج الدراسة عن غياب الرصد الدقيق لما ينشر ويبث عن الإرهاب فى القنوات الفضائية المصرية الإخبارية ، بالإضافة إلى الحاجة لوجود دليل تقييم مهنى يستند إلى المعايير المهنية تعتمد عليه المؤسسات الإعلامية فى تقييم أداء الإعلاميين بالفضائيات الإخبارية المصرية.