نشرت الشمس اشعتها علي بلدة صغيرة وطفلة تلهو وتلعب علي رمال أنبسطت علي احلام وأمال هذه الطفلة الصغيرة بضفاهرها الذهبية واعينها الامعة كانت الشمس قد أختبأت بين أحضان السحب فلم أري في غروبها غير ظلي المستطيل ألتي أخطأت الشمس في تصويره أنشأت في طرقات الحياة لا أعرف لي مستقره ولا مذهبا أنحدرت الشمس وطار طائر الليل الحزين من مكنه ونشر الظلام أجنحته علي بيت نورهان تلك الطفلة التي يشع نور الأمل والطموح من عينيها ولكن كل ما حولها يقول لها أن صعود السماء أقرب من بلوغ الأمل ولكنها كانت فتاة مثابرة فقد كان والدها عاملا بسيطا لا يملك من الدنيا إلا هذا البيت البسيط المترامي الأطراف وكان لها اختا تدعي نور والأخر احمد كانت نورهان تري طريقها كالخطوط الخضراء حول سطور الماء فكانت تعقد ليلها بنهارها كي تغير هذه الحياة القاسية فكانت تري في أحلامها أنها أميرة لقصر هذا الشاب الذي يراودها دائما في منامها وعدت سنوات وكبرت هذه الطفلة الصغيرة وكبرت معاها أحلامها وأصبحت بالصف الأول الجامعي نعم تركت القرية الصغيرة وأصبحت في عالم المدينة التمدين وانتقلت الأسرة بأكملها وفي حي صغير من أحياء القاهرة عاشت نورهان في أحضان الحارة المصرية الأصلية
ومع خيوط فجر جديد استيقظت علي صوت أسرتها الكريمة تصلي إلي الله خاشعين مبتهلين فانضمت إلي صفوفهم وتدعو الله أن يبشرها بشرة خير ويسهل أمرها ويصلح شأنها وظلت تبكي حتي أطلت الشمس من مخدعها علي سماء الدنيا وفي الصباح ذهبت نورهان إلي الجامعة مرافقة لأخيها أحمد فهو يدرس في كلية الهندسة اما هي فهي تدرس في كلية الإعلام وعند واوصلها احمد إلي محاضرة وفي الطريق رأت صديقتها مني
صباح الخير يا مني هل بدأت المحاضرة؟
نعم لقد تأخرنا كثيرا
وذهبن إلي المحاضرة وكانت نورهان تخاف هذا الأستاذ تحديد فهو ينظر إليها دائما نظرات غير مفهومة ولكنها لا تعلم أن بين هذه الملامح الغير متناصقة حبا عظيما لها
واردفت إليه سؤالا
ما العلاقة التي تربط بين الإتصال السياسي والإعلام ؟
وجاوبها الأستاذ فهو يعلم جيدا أنها تريد التفرد والتفوق دائما
وانتهي اليوم الدراسي ودعت نور أصدقائها ولكنها فوجئت بالأستاذ يزن في طريقها وماذاد من اضرابها أنه ناداها بأسمها فعلي صوت أنفاسها
ماذا يريد مني هذا المتعجرف؟
نورهان ؟
نعم أستاذي لما تأخرتي عن المحاضرة ؟
نورهان: كل الإعتذار إنه الطريق أستاذي
الأستاذ : حسنا أريد التحدث معك
وأجابته نورهان بالقبول وصعد الأستاذ إلي مكتبه ورائه نورهان ودقت باب المكتب وتلاقي عيونهما لأول مرة وجلست
الأستاذ نورهان أنا أحبك وأريد الزواج منك
نورهان : ماذا تقول ؟
كنت أظن انك لا تريد أن تري وجهي
الأستاذ مبتسما ؛ انت مخطئة فوراء هذا الوجه إنسان
وأحست نورهان بهذا القلب النابض الذي يخفي مشاعره وراء هذه الوجه العابس
وخرجت نورهان ووعدته أن تفكر في الأمر
وظلت شاردة لبضع دقائق حتي أفاقت من شرودها علي صوت هاتفها أنه اخيها
احمد : أين أنت يا نورهان
نورهان : انا انا بالكافتريا
وطارت نورهان إلي الكافتريا وماذا بعد يا أستاذي؟
وعاد احمد ونورهان من الجامعة وفي الطريق أصبحت نورهان تحدث نفسها شاردة اتلك هي مدينة السعادة التي حلمت بها ؟
لا أستطيع أن أتصور أن هناك إنسان يحمل بين طياته قلبا صادقا نابضا وعينا يملؤها الحب والرافة ما رأيت ذلك طيلة حياتي أهذا هو التعويض أم ماذا تخبئ لي أيامي وعاد احمد ونورهان سويا إلي المنزل
أحمد : إني جائع
ولكن نورهان ذهبت إلي حجرتها يكاد التفكير يقتلها وفي هذه الأثناء رن هاتفها برقم غريب لا تعرفه
نورهان من تكون ؟
خالد : أنا خالد
إنها خالد أبن عمتها إنه طبيب ويحبها حبا جاما ولكنها لا تشعر به
خالد : نورهان انا قادم إليكم هذا المساء أنا وعمتك
نورهان بقلق : لماذا
خالد : ستعرفين في المساء
وأغلق خالد الهاتف وظلت نورهان علي هذا الحال حتي المساء
وطرقت الأم الباب لملاقت عمتها التي لا تطيق أن تراها فهي تراها غير جديرة بولدها وتلاقت الأيدي وبين خالد ولكنها لا تبداله مشاعرها وعندما رأها هام في عيناها الخضراويتين التي تزين هذا الوجه الأبيض وشعرها الذي يرفرف كنسمات الربيع علي صفحات الماء علي كتفيها
الأم : اعدي لنا اكوابا من شراب البرتقال
نورهان حسنا أمي
وطلب خالد يدها من والدها ووالدتها ولكن عندما سمعت نورهان هذا الحديث اغرورقت عيناها بالدموع فهي لا تحبه واصرت علي موقفها مع توعد خالد لها انها لن تعيش حياة هادئة بعد ذلك ونامت ليلتها بين الأسي والدموع وجنون هذا الشاب الذي يريدها رغم أنفها
وتوالت الأيام واقتربت نورهان من أحمد فهو أستاذها الذي يريد أن تكون كالشمس في علياء السماء وساعدها أن تحقق حلمها ولكن ظل يراودها حلمها الأكبر أن تكون كاتبة كبيرة ولكن تأتي الرياح بما تشتهي السفن رسالة غامضة من مجهول والدك بمشفي العجوزة وما أن غادرت الجامعة مهرولة إلي المشفي كان في إنتظارها رجلان ولاحقها واحد منهم حتي كتم انفاسها حتي غابت إلي عالم أخر وعندما أستيقظت وجدت نفسها ممزقة الثياب عارية الجسد فظلت تصرخ وكانت الصدمة في ملاقات خالد وظل يضحك ضحكا هستيريا
نورهان تصرخ : ماذا فعلت يا احمق انت بلا حق انت أحقر من رأت عيني انا عرضك لماذا فعلت بي هذا
خالد لقد حذرتك وانا أعلم أنك تحبين استاذك بالجامعة ولن يأخذك احد غيري وبذلك سنتزوج رغم انفك وقد قمت بتصوير جميع ما حدث بيننا
وغادرت نورهان هذا المكان مكسورة حزينة لقد ضاع حلمها وضاع شبابها وظلت تبكي ليال طوال حتي شحب وجها وتبدل لونها وأصبحت ذابلة الملامح ولكنها اتجهت لربها أن يخلصها من هذا الكابوس وكان يقينها بالله عظيما وظلت تبكي انا فتاة ألقت الدنيا سهامها بين ضلوعي يا رب لقد زقت الذل أحيانا والجوع أياما والفقر اعواما يا رب اطلب الرحمة لضعيفة تستقوي بك فليس لي أحد سواك
في الجامعة
احمد نورهان ماذا ابك
نورهان: ارجوك لا تقترب مني فإني متعبة
احمد ماذا جري انت تخفين عني شيئا كبيرا إني أشعر بذلك
وظل يحادثها وهي لا تشعر بحديثه حتي غابت عن الوعي وتجمع الطلاب وذهب احمد وزملائها إلي المشفي لإطمان علي صحتها وكانت المفاجأة لأستاذ وافاق الأستاذ علي صوت الطيب
الطبيب : من تكون هذه الطالبة بالنسبة لك
احمد : إنها إنها زوجتي
الطبيب : زوجتك كانت تحمل بين احشاءها قطعة منك ولكن اقدر ما امهلها الإحتفاظ به فاستشاط احمد غضبا وتوجه إلي غرفتها ونهرها بأشد العبارات وترك المشفي وانهارت نورهان فهي ضحية لذاك الذي بلا قلب
وتوالت السنون وخالد لا يكف عن طلب يدها وهي تفضل الموت عن الزواج من هذا المجرم
وفي السنة النهائية من الجامعة كانت تمشي بين زملائها ولمحها احمد وبين مقلتيه اسئلة عديدة واحس بغصة في قلبه ولكنه يتسال اهذه حبيبتي التي اخترها من بين اشواك الحياة كانت لي مثل الحمامة البيضاء في سماء حياتي اه من الأيام التي اقلعت قلبي ورمته علي جنبات الطريق لا أحد يعلم كيف سينجو من حطامه لقد اصبحت حطام إنسان رأها احمد وتركها ورحل مستكملا حياته وظلت نورهان تحفظ سرها بين ضلوعها لا أحد يعلم مأساتها إلا صديقتها مني
وفي يوم عاصف كان خالد مؤتمرا كبيرا يدعي له الأطباء من كل حد وصوب ولكن عادلة السماء كانت اقوي وانقلبت به السيارة ورحل عن هذا العالم وتخلصت نورهان من ملاحاقاته رحل تاركا ورأه ذكريات من الأسي والألم
وذهبت مني صديقة مني وقصت له ما حدث وأصبح يحادث نفسه ظلمتها نعم ولكن ماذا يفعل لمجتمع لا يري الرجل مذنبا ويضع اللوم دائما علي المرأة هل سيحاسب المجتمع هذا الغادر ام تظل هذه الضحية منبوزة من الجميع
وتخرجت نورهان وظلت في طريق حلمها رغم الصعوبات ولكنها ترفض جميع عروض الارتباط لإستكمال حلمها لكن في حقيقة الأمر هو هروب من واقع آليم في مجتمع لا يرحم وعملت نورهان محررة صغيرة وظلت تعلو وتعلو إن اصبحت كاتبة كبيرة ورزقها الله بنصفها الأخر الذي كان يشبها في كل شئ
وقالت له وهي تحلم بغد أفضل
(( لا تغب عني لا تفارقني ، لا تتركني وحيدة فأنا اعرف قلبا يطمئنني غيرك ولا رفيقا احادثة غيرك ))
وتزوجت نورهان وأتت للدنيا بيزن ومالك وعاشت نورهان مع ياسين حياة هادئة يسودها الحب والإحترم.