السيد المغازي
معيد بجامعة المنصورة
في كل عام، يحتفل المسيحيون في بيت لحم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ويزينون شجرة الكريسماس في ساحة المهد، ويستقبلون الزوار من مختلف أنحاء العالم. ولكن هذا العام، لم يكن الاحتفال كالعادة، بل كان حزينا ومؤلما، بسبب استمرار الحرب في غزة، والتي أودت بحياة العشرات من الأطفال الفلسطينيين. في هذا المقال، سنتعرف على بعض التفاصيل والشهادات التي تكشف عن معاناة الفلسطينيين في بيت لحم وغزة، وكيف أن عيد الميلاد لم يكن فرحة بل حدادا وصمتا.
في ساحة المهد، التي تعتبر أحد أهم المعالم الدينية والسياحية في بيت لحم، تم تزيين شجرة الكريسماس بالأضواء والزينة، ولكن ليس فقط بذلك، بل أيضا بشعارات وصور تندد بالاحتلال الإسرائيلي وتطالب بالحرية والعدالة للشعب الفلسطيني. ومن بين هذه الشعارات، كانت هناك عبارات مثل: “لا للحصار على غزة”، و”الأطفال ليسوا أهدافا”، و”القدس عاصمة فلسطين”، و”الحرية للأسرى”، وغيرها. كما تم رفع صور لبعض الشهداء الأطفال الذين قضوا في الحرب الأخيرة على غزة، والتي بدأت في نوفمبر الماضي، واستمرت لأكثر من شهر، وخلفت أكثر من 300 قتيل وألف جريح، معظمهم من المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء.
رغم الحزن والألم الذي يعيشه الفلسطينيون في بيت لحم وغزة، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل والإيمان، بل احتفلوا بالمقاومة والصمود، وأظهروا تضامنهم مع بعضهم البعض. ففي بيت لحم، تجمع الآلاف من المواطنين والزوار في ساحة المهد، وشاركوا في صلاة الميلاد، والتي ألقى خطبتها البطريرك المسيحي اللاتيني في القدس، فؤاد طوال، والذي دعا إلى وقف العنف والظلم، وإلى تحقيق السلام والحرية للفلسطينيين. وفي غزة، أقامت المقاومة، احتفالا كبيرا في ساحة الكتيبة، والتي شهدت أعنف المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، حيث أعلنت المقاومة عن استمرار النضال حتى تحرير كل فلسطين.
ولكن، نستطيع أن نقول أن عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، الذي يفترض أن يكون عيدا للفرح والسلام والمحبة، كان عيدا للحزن والحرب والموت في فلسطين. ولكن رغم ذلك، فإن الفلسطينيين لم يستسلموا لليأس والخوف، بل أظهروا روحا عالية من المقاومة والصمود، وأبدوا تمسكا بحقوقهم وأرضهم ومقدساتهم. ونحن نأمل أن يأتي العام القادم بالخير والبركة والنصر للشعب الفلسطيني، وأن ينعم الله عليه بالحرية والعدالة والسلام. وكل عام وأنتم بخير.