»» بقلم ✍️ أحمد رفاعي آدم
” روائي وأديب”
نعيشُ اليومَ في عالمٍ تحكمه المصالح، واليهود هم أساتذة المصالح والأغراض الدنيئة. تغلغلوا في كيان العالم كالسرطان وبسطوا نفوذهم في كل أجزائه ومفاصله الحيوية من سياسة لإقتصاد لإعلام لثقافة والقائمة تطول، وغرضهم الأساسي هو إقامة وطن كبير لهم في أرض فلسطين تماشياً مع أساطيرهم المكذوبة ولو كان الثمن إبادة شعب بأكمله.
واستكمالاً لما بدأناه من حديثٍ عن بعض الحقائق المخزية لبني صهيون نبسط اليوم الكلام عن حقيقة تعطشهم لسفك الدماء، فإن إحدى كبرى الحقائق عن اليهود -لا سيما يهود عصرنا ومَن على شاكلتهم من دُعاة الصهيونية العالمية- هي استحباب العنف والتعطش لسفك الدماء، فهم يؤمنون بمشروعية انتزاع ما ليس لهم وتَمَلُّكِ ما لغيرهم بالقتل والعدوان والتشريد، وخير شاهد ودليل ما يجري اليوم في فلسطين.
فهم لا يقيمون وزناً لقانون أو عُرفٍ أو معاهدة. تراهم يقتلون الصحفيين والأطفال والنساء والمدنيين العُزَّل بدمٍ بارد لأنهم متعطشون لسفك الدماء بعكس ما يدعون أمام العالم من أنهم مدافعون عن حقوقهم، لكن حسنا أن الأحداث الجارية كشفتهم وكشفت الحكومات المنافقة التي تؤيدهم أمام شعوب العالم.
وبالرجوع إلى التاريخ نعثر بسهولة على أدلة دامغة لدعواتهم القبيحة للعنف وإيجاد المبررات له. تتضح هذه الرؤية في دعوة أحد كبار الصهاينة (فلاديمير جابوتسكي، 1880-1940) حيث قال: “إن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء”، وتبِعه تلميذه (مناحم بيجن رئيس وزراء دولة الإحتلال الأسبق، 1913 – 1992) قائلاً: “إن قوة التقدم في تاريخ العالم ليست السلام بل السيف.” تلك عقليتهم التي تحكمهم وأقوالهم التي تعكس صورة مبادئهم، إنهم لا يؤمنون بالسلام ولا يعترفون بأفضليته لكن العنف هو أساس في تفكيرهم، والقتل والإبادة أدوات يتوصل بها الصهاينة لأغراضهم ومخططاتهم مهما كانت النتيجة، ولذلك فهم لا يتورعون عن إراقة الدماء وقتل الأطفال والنساء الأبرياء لإن ذلك لا يحرك ساكناً في نفوسهم المريضة منزوعة الإنسانية.
إذن ليس عجيباً أن تتمادى إسرائيل في خرق القوانين والأعراف الدولية وارتكاب المجازر التي هي في نظر القانون الدولي جرائم حرب لإنهم لا يقدسون قانوناً أو دستوراً يحض على الرحمة والإنسانية فهي مصطلحات لا يفهمونها.
لذلك وجب علينا الحذر والانتباه والتعامل معهم من هذا المنطلق .. علينا أن نفهم عدونا جيداً فإسرائيل ليست عدواً لفلسطين وحدها بل هي عدو كل العرب ولست أبالغ إن قلتُ إنها عدو للإنسانية جمعاء. ولا تنسوا أن حلمهم الذي يسعون لتحقيقه جاهدين هو إقامة وطن صهيوني كبير من النيل إلى الفرات. فلنعرف ذلك ولنتيقظ لمخططاتهم فهي أكبر مما يظن كثير من الناس. أيها المصريون .. اقرأوا عن عدوكم كثيراً وادرسوا كل شيءٍ عنهم جدياً وعلِّموا الأجيال القادمة فإن الغد لا يبشرُ بخير.