شجون حسن تكتب
شجون الكلمات ( أحلام العام الجديد
في مثل هذا اليوم من كل عام يقف ركب الحياة ساعة ليستريح من وعثاء السفر بعد أن اضناه أنين الليل وشقاء النهار .
نهنئ بعضنا بعضا واغراس الشر لا تزال عالقة بنفوس البشر ، وسحائب البغضاء لا تزال ناشرة أجنحتها السوداء علي النفس الإنسانية ، باختلاف الشعوب والأجناس والأوطان ، يبغض الرجل صاحبه لأنه يخالفه في جنسه فإن عرف أنه يوافقه أبغضه لانه لا ينطق لغته فإن نطق ابغضه لأنه لا يشاركه في وطنه هكذا تسير الحياة الآن .علام يهنئ الناس بعضهم بعضا ؟ ومنهم من يستطيع أن ينطق بلسان يصدق الحديث عما في نفسه فيقول إنه أصبح سعيدا كما امسي أو أمسي سعيدا ؟ أو أنه رأي رأي بارقا من بوارق الأمل قد لمع في سماء حياته ولم يري بجانبه مثل ما يري في ليلة الأمس من نجوم هاوية وريح عاصفة وغيوم متلبدة .أي صنيع من الصنائع اسدتها الأيام لإنسان يظل من مهده إلي لحده يفتش عن ساعة راحة وسلام يثلج بها صدره فلا يجد لها سبيلا ؟ إن كان غنيا تجمعت حوله القلوب المضافة وحاوطته الايدي الناهبة فاوقعته واسلبته ماله ، وإما قتلته وإما افقرته، وإن كان فقيرا عد الناس عليه فقره ذنبا جناه وتتقاذفه الأرجل وتتجاذبه الألسن فيعيش حيا ميتا ، أيها النفوس العجيبة لا سعادة في الدنيا إلا إذا نشر السلام اجنحته البيضاء علي هذا المجتمع البشري ولن ينتشر السلام إلا إذا هدأت أطماع الناس وقنع كل بما في يده عما في يد غيره ، واشعرت القلوب حنانا علي الفقراء والمساكين ، فلا يهلك جائع بين الطامعين، وامتلأت النفوس عزة وشرفا ولا نري طبيبا يدعي علم مالم يعلم ليسلب المريض روحه وماله ، ولا محاميا يخدع موكله ليسلب منه فوق ما يسلب من خصمه ، ولا تاجرا يشتري بعشرة ويبيع بمائة وينكر بعد ذلك أنه لص وسارق ، ولا كاتبا يضرب الناس بعضهم بعضا حتي تسيل دمائهم فيمتصها ، ومادامت هذه أحلاما كاذبة وأماني باطلة فليهنأ بالعيد من عرف من أيامه غير ما عرفت ، وذات من نعمائه غير ما ذقت وليفرح بالعام الحديد من حمد ماضي أيامه وسالف اعوامه