حسام أبو صفية.. طبيب فلسسطيني ( ولد في 21 نوفمبر 1973 بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة)، لابد أنك تابعت وقفته المناضلة دفاعًا عن مواطنيه في العلاج من تأثيرات الغارات المتوالية على قطاع غزة، من خلال إدارته لمستشفى كمال عدوان، أحد آخر المرافق الصحية الكبرى في شمال غزة. والوصف لمنظمة الصحة العالمية.
لم يقصر د. حسام وقفته على استقبال العشرات من المصابين يوميًا، ومحاولة علاجهم بلا إمكانيات حقيقية، إلى جانب تذكير المجتمع الدولي بمسئولياته في إيقاف العدوان الإسرائيلي غير المبرر، وفي إتاحة المعونات الدوائية، بعد أن سد أكثر الجيوش أخلاقية في العالم – حسب تعبير نتنياهو – كل المنافذ، وصارت مستشفى كمال عدوان الذي يديره، بالإضافة إلى كل مستشفيات القطاع الخالية من أي إمكانيات للإسعاف أو العلاج.
تلقى نبأ استشهاد ابنه البكر إلياس في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا، واستقبل جثمانه داخل مستشفى كمال عدوان، وأم المصلين عليه، ثم عاد إلى عمله.
ألقت طائرة إسرائيلية مسيرة قنابلها على باحة مستشفى كمال عدوان، أصابت د. حسام بجراح في الفخذين، وأسعفه معاونوه حتى تماثل للشفاء.
أودع د. أبو صفية المعتقل بتهمة التعاون مع حركة حماس، وهي تهمة غريبة، تدين الطبيب على إخلاصه في أداء مهنته الإنسانية. أنكرت المؤسسات الدولية اتهام حكومة إسرائيل، ووصفته منظمة العفو الدولية بأنه صوت القطاع الصحي المدمر في غزة. وزاد مندوب فلسطين في مجلس الأمن، فدعا إلى إجراء تحقيق عاجل وشفاف.
لو أن الإعلام العربي تخلى عن نهجه في الاكتفاء بذكر الأحداث وأعداد القتلي والمصابين، وحاول تحريك الري العام االعالمي من خلال التركيز على شخصية قيادية، تهمته الوحيدة أنه وقف – بعلمه وحسه الوطني والإنساني – إلى جانب مواطنيه، سعيًا لإزالة تأثيرات المذابح والمجازر التي تتكرر في حياتهم بصورة يومية، استهدافًا لإفراغ القطاع من مواطنيه، توطئة – حسب الوزير سموتريتش – لضمه إلى أرض إسرائيل!
إعلامنا يتبارى في ترشيح نجم الغناء، ونجم التمثيل، ونجم الكرة، ونجم الشعر، ونجم االفن، إلخ. د. حسام أبو صفية ليس مجرد نجم. إنه شمس ساطعة، إن خلت الدنيا منه، ومن أمثاله، فستصاب الحياة بالجدب والجفاف، وتفقد معنى التواصل.
إنه مثل للمواطن الذي يؤمن بعدالة قضايا وطنه، ويدافع عنها، ويسخر إمكانات مستشفاه، بل كل مستشفيات القطاع، لانتزاع الحياة من براثن الموت، يتنقل بالبالطو الأبيض بين العنابر والردهات والحجرات وأماكن العمليات الجراحية التي قد تجرى على أرضية المستشفي، يتحول – عبر الميكروفون – إلى جرس إنذار يحذر من بشاعة الاقتحامات الإسرائيلية، ومن نقص الأدوية والمعدات.
كما تعلم، فإن قادة الكيان الصهيوني يتباهون – علانية – بقتلاهم من الساسة والمفكرين والعلماء وكل من يختار طريقًا غير طريق التآمر والاستلاب والدمار الذي صار نهجًا للكيان.
من حق د. أبو صفية أن يتحول إلى أيقونة نقف إلى جانبه، نطالب بحق مواطنيه في الحرية والحياة الكريمة، ندعمه بكل الوسائل المتاحة، تشيد ببطولاته، نتغنى بها، نعلى من شأنها، ليس على المستوى الفلسطيني، أو العربي، فحسب، وإنما على مستوى المشاعل في تاريخ العالم.