بقلم ✍️ د.خلود محمود
( مدرس الإعلام الرقمي بالمعهد العالي للدراسات الادبية بكينج مريوط والمحاضر الزائر لليونسكو)
في ظل السباق الالكتروني الذي أصبحنا نعيشه اليوم ظهرت العديد من المصطلحات المرتبطة بالساحة الالكترونية ومن أبرزها مصطلح السيبرانية الذي شاع تداوله بكافة المجالات وتردد كثيراً علي مسامعنا في الفترات الحالية ما بين الأمن السيبراني والجرائم السيبرانية والحروب السيبرانية، فماذا تعني في الأصل السيبرانية وما هي مجالاتها ؟ وماأسباب انشغال العالم أجمع بها.
بداية السيبرانية هي كافة الشبكات الالكترونية مثل شبكات الاتصال والانترنت وشبكات المعلومات والأنظمة الرقمية المختلفة وتضم أيضاً مانسميه الفضاء السيبراني أي الفضاء الذي يضم كل مايخص الشبكات والانترنت بما فيها من برامج وتطبيقات ، وقد عرّف المعهد الوطني للمعايير والتقنية (NIST) الفضاء السيبراني بأنه مجال عالمي داخل البيئة المعلوماتية يتكون من شبكة مستقلة من البنى التحتية لأنظمة المعلومات ويتضمن ذلك شبكات الإنترنت وشبكات الاتصالات وأنظمة الحاسب الآلي والمعالجات وأجهزة التحكم المدمجة.
وقد ارتبط تعريف السيبرانية بالحرب السيبرانية والتي اعتبرها الجميع من الحروب الباردة التي يعيشها العالم اجمع، فهي ليست حرب مواجهة على ارض الواقع، بل ظلت في نطاق الانترنت، على الرغم من الكم الكبير من الدمار الذي تخلفه وستخلفه فالحرب السيبرانية بإختصار تعني أن من يملك المعلومة يملك القوة فحرب اليوم هي حرب المعلومات التي يمكن وصفها بأنها هجوم متعمد بغرض تعطيل عمل أو خداع أو أضعاف أو تدمير أنظمة الكمبيوتر وشبكات الاتصالات والمعلومات والبرامج الموجودة في تلك الأنظمة أو الشبكات التي تمر من خلالها ويمكن للدول أو الجماعات أو الأفراد القيام بهذه الهجمات ، وتلك الهجمات هي واحده من أهم وأكبر تهديدات الأمن القومي للدول ولعل أخطر ما يميز تلك الحروب هي صعوبة الردع أو القيام بالهجوم المضاد كما الحال في الحروب التقليدية وذلك لصعوبة التحكم في مدي الهجوم السيبراني المضاد وصعوبة تحديد القائم بالهجمات ، ومايحعل خطرها يتزايد أنها منخفضة التكاليف سهلة التنفيذ فمن خلال المجال السيبراني تخرب البني التحتية الحيوية لأي دولة مثل محطات الكهرباء وأنابيب النفط والخطوط الجوية والسكك الحديدية والبنوك واختراق مراكز المعلومات والأضرار المترتبة علي تلك الهجمات قد تصل قيمتها مئات المليارات من الدولارات فضلا عن ألاف الضحايا.
أما عن الجريمة السيبرانية والهجوم السيبراني في سياق الأمن السيبراني فيعتبر تنفيذ “الهجمة السيبرانية ” واقع نتيجة عمل مقصود لهذه الغاية، حيث ينبغي ربط مفهوم هذا المصطلح بسلوك أو نتيجة لوقوع فعل الجريمة الإلكترونية السيبرانية.
وقد أصبحت هذه الجريمة منظمة عابرة للحدود والقارات، وتهدد شريحة كبيرة من سكان العالم، لأن الجناة يلجؤون إلى وسائل متعددة ومتنوعة عند القيام بها.
إن الجريمة الإلكترونية تعني ” استخدام وسيلة قائمة على استخدام الحاسب الآلي لارتكاب عمل غير قانوني.
يصف أحد التعريفات الجريمة السيبرانية بأنها “أي جريمة يتم تسهيلها أو ارتكابها باستخدام جهاز حاسوب آلي أو شبكة أو جهاز أخر لإفشاء او استيلاء على معلومات أو تعطيل أو النفاذ الى أجهزة او شبكات دون حق قانوني.
إن منفذي الجريمة السيبرانية قد يكونوا أفرادا وليس دولا فقط ، فقد تغير هذا الفهم بشكل ذاتي لأننا لم نشهد فقط تهديدات في أشكال حملات خاصة بهدف مالي أو ابتزاز للمعلومات من مجرمي الأنترنت، ولكن هناك أيضا أفرادا من هذه الجماعات تهاجم لأسباب جغرافية سياسية.
وتعد من أهم أساليب مواجهه تلك الأخطار التي تستهدف الدول والمجتمعات وأفرداها معاًً بطابعها غير الدموي فهي تستهدف في المحصلة النهائية إكراه الدول علي الرضوخ لإرادة الأطراف التي تقود تلك الحرب.
ويأتي التحصين المجتمعي لمواجهة ومكافحة ذلك الاستهداف ،ومن ثم فهناك ضرورة عصرية لإعداد برامج توعوية شاملة للأفراد سواء الذاتية النابعة من داخل الفرد أو البرامج المجتمعية.