بقلم ✍️ مدحت الشيخ
(مدير تحرير جريدة الديار)
مع انقضاء النصف الأول من العام الدراسي الذي بدأ بجدل واسع مع قرارات وزير التعليم التي كانت بمثابة مفاجأة من العيار الثقل لأطراف العملية التعليمية من المدرس والطالب وأولياء الأمور ،أبرزها زيادة أيام الحضور في المدارس لتصبح 5 أيام وإعادة هيكلة الثانوية العامة في محاولة لتحسين جودة التعليم ما قبل الجامعي والقضاء علي مافيا الدروس الخصوصية ..
استقبلت القرارات برفض قاطع للبعض وتأييد لا محدود للبعض الآخر ..كل منهم حسب أهوائه ومصلحته الخاصة دون النظر إلي المصلحة العامة وغض البصر عن العوار الموجود منظومة تعد الأهم لبناء الدول وتعليم أبنائها.
كان من الصعب الحكم علي القرارات قبل تطبيقها علي أرض الواقع وقراءة نتائجها قراءة سليمة وتقيميها بشكل موضوعي ، ومع مرور النصف الأول من العام الدراسي نجح وزير التعليم في إعادة الانضباط إلي المدارس وزيادة نسبة الحضور التي كانت شبة منعدمة منذ سنوات حتى أصبح العرف السائد بين الطلاب عدم الحضور والاستعاضة عن ذلك بالدروس الخصوصية تارة والرشوة وتسريب الأمتحانات تارة أخري، فالحضور في المدارس ليس لتلقي مادة علمية فقط بل هو بناء سلوك في مرحلة يصعب بعدها البناء سلوك التزام بموعد محدد وتقدير المؤسسة التعليمية .
ولكن تبقي العديد من النقاط لنجاح التجربة لابد أن يلتفت إليها وزير التعلم ويضعها في عين الاعتبار أولها المناهج وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي فمعظمها مكدس للغاية ومعقدة إلي حد كبير يصعب علي الطالب استيعابها.
وفي هذا السن المبكرة أدرك تماما أهمية تطوير المناهج وضرورة مجارة العصر ولكن لابد من التطوير ..خطوة تلو الأخري فالاستيعاب أهم من التلقين بالإضافة إلي عدم إعطاء الفرصة إلي قراصنة الدروس الخصوصية إلي استغلال صعوبة المناهج والسيطرة علي العملية التعليمية والقضاء علي ايجابيات التجربة ربما تكون نواة لإصلاح العملية التعليمية ..
نختلف أو نتفق فوزير التعليم في مهمة صعبة للغاية يحاول إصلاح ما اتلف في 30 عاما بإمكانيات محدودة من عجز مدرسين إلي مدارس تحتاج لمزيد الصيانة والتحدق إلي مافيا دروس خصوصية ،من المؤكد ان التعليم في مصر ما زال أمامه الكثير للوصول إلي ما نسعى إليه ولكن البداية جيدة او علي الأقل أفضل مما كانت عليه.